الأحد، 13 يوليو 2014

التهجير ... قرار عبد الناصر الجرئ لتعمير صحراء الوادي الجديد

التهجير ... قرار عبد الناصر الجرئ لتعمير صحراء الوادي الجديد ............................


يتذكر اللواء أحمد رفيق النجار مدير المشروعات بهيئة تعمير الصحارى فى ذلك الوقت بدايات المشروع. ويقول أنه عندما كلف الرئيس جمال عبدالناصر المشير عبدالحكيم عامر بدراسة عن آفاق التنمية فى الصحراء المصرية، شكل المشير لجنة أطلق عليها لجنة تعمير الصحارى برئاسة اللواء حسن صبيح مدير سلاح المهندسين وبعضوية مقدم محمد وفيق عبدالرحمن للتخطيط والمقدم حسين إدريس للمياه الجوفية والمقدم محمود حمدى أباظة للميكانيكا والكهرباء والرائد أحمد رفيق النجار للمشروعات، وقامت اللجنة بدراسة لجميع الصحارى المصرية عن طريق مقابلة العاملين وأهالى المناطق الصحراوية والتعرف على المعلومات المتاحة والبحث عن مراجع علمية لتحدث عن الصحراء المصرية.

وبعد الزيارات والدراسات تم وضلع تقرير عن التصور العام لتنمية المناطق الصحراوية تم تقديمه للمشير عامر الذى رفعه بدوره على الرئيس جمال عبدالناصر، فأعلن بعدها فى خطابه ببورسعيد عن بدء إنشاء واد جديد يوازى وادى النيل. وقال اللواء أحمد رفيق أن العمل بدأ فى محافظة الوادى الجديد على محورين، الأول فى حدود المعلومات المتاحة. أما الثانى فكان عمل قاعدة بيانات بأسلوب علمى يتم تصويره جوياً ورسم خرائط ومسحا جيولوجياً مع دراسة التركيبة السكانية والأنشطة القائمة بالفعل، خاصة زراعات الأهالى والنخيل ونظم الرى المتبعة من عصر الفراعنة.


ثم بدأ تهجير الفلاحين من وادي النيل الى الوادي الجديد وكانت حوافز التهجير مسكن وبقرة وحمار و60 جنيها شهريا تسدد على أقساط وعملية التهجير بدأت من محافظة سوهاج وذلك لقرب جوها من الوادى ووضعت شروط على أساسها يتم تهجير الأسر منها ألا يتعدى سن الزوج أكثر من 45 سنة وتكون الأسرة خالية من الأمراض المتوطنة ولها سجل فنى نظيف مع اختيار مجموعات ترتبط بصلة قرابة أو جيران ليسكنوا فى القرى الجديدة بنفس نسق القرى القديمة ليشعروا بالا لفه والاستقرار والاطمئنان، وكانت الأسرة التى توافق علي التهجير تأخذ خمسة أفدنه وبقرة وحمارا مع ستين جنيها شهريا يسدد ثمنهم على أقساط فى مدة لا تزيد عن 30 سنة.

البداية بغرب الموهوب بإصلاح 7.000 فدان:

وقال المهندس سعد نجاتى بهيئة تعمير الصحارى وعضو مجلس الشعب الحالى أنه والمهندس حسن أبوالعلا من أبناء الوادى عملا ضمن كتيبه فرسان التعمير، وذلك فى استصلاح وزراعة قرية غرب الموهوب، فى حين أقتنع العديد من أبناء الواحات والمهندسين عن العمل فى القرية لبعد المكان عن مدينة الخارجة، علاوة على أنها كانت منطقة جديدة تفتقر لأدنى مقومات الحياة من كهرباء وصرف صحى ووحدات صحية، أما التليفونات فرفاهية لا نفكر فيها.

ويقول إن العمل بدأ باستصلاح 7.000 فدان بعد أن تمت تسويتهم بإشراف المهندس صلاح صبرى (من بنى سويف) وأثناء التسوية يحدد المهندسين زمامات كل بئر على هيئة حوش فى حدود خمسة أفدنة، وبعد دق الآبار وتدفق المياه بدأ استقرار العاملين والمهندسين فى المنطقة منهم محمد عبدالجليل وحسن أبوالعلا وطه خليل.

وعن المشروعات التى أقامتها هيئة تعمير الصحارى بخلاف استزراع الأراضى يقول نجاتى تم بناء استراحات الدرجة الاولى والثانية ومطارى الخارجة والداخلة الذى هبطت فيه الطائرات المصرية وذلك وقت نكسة 67، وأيضا جميع مدارس القرى وبيوت المملكين والمساجد والجمعيات الزراعية ومدرسة الصنايع بالخارجة، والعديد من المصانع منها البلح والألبان والخزف والسجاد والكليم والثلج مع مصنع لقنوات الرى المعلقة ومحطات الإنتاج الحيوانى من الدواجن (الرومى والبط البكينى فى الخارجة وقرى باريس والجزائر).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق